الصفحات

أعلان الهيدر

الأربعاء، 3 أغسطس 2022

الرئيسية صوت خلف الباب

صوت خلف الباب

في ظهيرة يوم صيفيّ حار، كنتُ عائدًا من يوم دراسي طويل في المعهد. الحرارة كانت خانقة، وكل ما كنت أتمناه هو دش بارد وغداء هادئ في البيت الخالي، فوالديّ لن يعودا قبل الغروب، كما هو معتاد.

فتحت باب المنزل بهدوء، وصعدت إلى غرفتي ببطء، متثاقل الخطوات من شدة التعب. بينما كنت أخلع حذائي، سمعت صوتًا خافتًا قادمًا من غرفة أختي، والتي لم أكن أتوقع وجودها في المنزل، لأنها عادةً تكون في جامعتها في هذا التوقيت.

كان الصوت غير واضح، أشبه بتنهيدة متعبة أو ربما نغمة من مسلسل تشاهده. تقدمت بفضول نحو الغرفة، طرقت الباب، ولم يجب أحد. فتحت الباب برفق، فإذا بي أجد أختي وصديقتها تجلسان على الأرض، تسرحان في حديث جانبي، وكأنهما كانتا تتبادلان أسرارًا عميقة.

ارتبكتا قليلًا لرؤيتي، ثم ضحكت أختي وقالت:
"كنتِ خايفة حد يسمعنا، شوفي أخويا دخل علينا!"

ضحكتُ بدوري، معتذرًا عن المقاطعة، ثم أغلقت الباب وعدت إلى غرفتي.

في الحمام، وبينما يتساقط الماء البارد على رأسي، فكرت في تلك اللحظة الغريبة، وفي كيف يمكن للفضول أن يضعنا في مواقف غير محسوبة. أدركت أن لكل شخص عالمه الخاص، لحظاته الشخصية التي لا يجب أن نتطفل عليها.

بعد الاستحمام، نزلت لتناول الغداء، وجلست مع أختي وصديقتها في جوٍّ من الضحك والهدوء. لم نفتح موضوع ما حدث، لكنه علّمني شيئًا بسيطًا: الخصوصية هي احترام، والاحترام هو بداية كل علاقة سليمة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.