كانت ريم تُدرّس الأدب العربي في إحدى المدارس الخاصة في حلب، وتعيش مع زوجها طارق، المحامي المعروف، حياةً هادئة لكنها خالية من الشغف. لم يكن بينهما خلاف ظاهر، لكن الحب ذبل منذ سنوات، وتحوّلت علاقتهما إلى روتين خامل.
ذات مساء، عاد طارق إلى المنزل متأخرًا على غير عادته.
ألقى هاتفه على الطاولة، ودخل للاستحمام. ريم، التي كانت تعدّ له العشاء، لمحت إشعارًا غريبًا:
"تم تحويل المبلغ، بس خلّيها تنتبه أكتر. قريبة تكتشف."
تجمدت في مكانها.
الرسالة لم تكن من رقم معروف.
فتحت المحادثة، وبدأت تقرأ. كانت هناك حوالات، رسائل، صور لفندق، وإشارات غامضة إلى امرأة أخرى.
لكن المفاجأة لم تكن فقط في الخيانة…
بل في من كانت المرأة.
أدركت ريم بعد ساعات من البحث أن المرأة كانت "ندى"، زميلتها الأقرب، التي كانت تزورها كل أسبوع وتشرب معها القهوة وتتحدث عن طارق وكأنه "الأخ الكبير".
الخذلان لم يكن فقط من زوج… بل من صديقة كانت تعتبرها أختًا.
ريم لم تواجهه فورًا.
قررت أن تعرف أكثر. بدأت تراقب، تحفظ الرسائل، تجمع الأدلة.
وبهدوء تام، رتبت خطة للخروج… بهدوء يشبه الانتقام النظيف.
أولًا، فتحت حسابًا بنكيًا باسمها فقط.
ثم نقلت ملكية سيارتها الخاصة إليها.
ثم استعانت بمحامٍ صامت، خبير في القضايا الزوجية.
وفي ليلة عادية جدًا، جلسا على العشاء، فقالت بهدوء:
"أنا عارفة كل شي. ما راح أصرخ، ولا أترجاك. بس من بكرا، المحامي راح يتواصل معك. بنت الطلاق جاهزة."
طارق بهت. حاول التبرير، التوسل، الكذب.
لكنها كانت أقوى من أن تصدّق من جديد.
بعد الطلاق، بدأت ريم تكتب رواية.
رواية عن امرأة خُدعت، ثم استعادت ذاتها.
أصدرتها إلكترونيًا، فانتشرت بسرعة.
ثم عرضت عليها دار نشر التعاقد لطبعة ورقية.
وفي إحدى جلسات توقيع الكتاب، اقترب منها شاب أنيق في الأربعين، وقال:
"كلماتك مو بس مؤلمة… كانت شفاء. شكراً لأنك كتبتي."
ابتسمت ريم، وشعرت لأول مرة منذ سنين… أن حياتها بدأت للتو.
الرسالة:
الخيانة قد تكون الخسارة الأعظم… لكنها أحيانًا الطريق إلى أعظم انتصار داخلي.
الو
ردحذفياهلا
ردحذفهلو
ردحذفمن معي
حذفهلو
حذف