في أحد أحياء عمّان الهادئة، كانت "ليلى" تعيش حياة تبدو من الخارج مثالية. زوجٌ يعمل في شركة مرموقة، طفلٌ صغير يملأ البيت ضحكًا، واستقرار مالي لا تحلم به كثيرات. لكنها لم تكن سعيدة. كان هناك دائمًا شيء ناقص. اهتمام زوجها "سامي" أصبح باهتًا، كأن حضوره غياب بصيغة مؤدبة.
في البداية بررت الأمر بالضغوط، ثم تعب العمل، ثم… شيء بداخلها توقف عن التبرير.
بدأت القصة حين نسي سامي هاتفه ذات صباح.
لم تكن من النوع المتطفل، لكنها سمعت إشعارًا باسم "رنا ❤️". القلب في الاسم أيقظ الغيرة والريبة معًا.
فتحت الهاتف…
ومع أول رسالة، انهار عالمها:
"صباحك عطر زي عطر جسمك ليلة أمس… نفسي أعيش بحضنك كل يوم."
ظلت تحدّق في الشاشة وهي تشعر أن الأرض تنسحب من تحت قدميها. هذه لم تكن نزوة، هذه علاقة.
واجهته.
لم ينكر. لم يعتذر فورًا. بل قال:
"كنت محتاج حدا يفهمني، أنتي صايرة أم مش زوجة."
تلك الجملة طعنَت أنوثتها قبل قلبها. كأنها تحوّلت فجأة إلى قطعة أثاث في حياته، وظيفتها أن تُطعم وتُنظف وتُربّي… لا أكثر.
في اليوم التالي، حزمت أشياءها وابنها وذهبت إلى بيت أهلها.
لم تبكِ. لم تنهَر. كانت صامتة فقط. والدتها كانت تعرف أن شيئًا ما مكسور.
قضت أيامًا ثقيلة. ثم أسابيع.
ثم بدأت مرحلة التحوّل.
أعادت فتح حسابها القديم على LinkedIn.
أعادت التواصل مع صديقات الجامعة.
أخذت دورات تسويق رقمي، ثم تدريبًا مدفوعًا، ثم وظيفة عن بُعد.
بدأت تنشر على إنستغرام تجاربها كأم عزباء، وكامرأة تستعيد حياتها.
متابعوها صاروا بالآلاف، ثم عشرات الآلاف.
ذات يوم بعد سنة، تلقت رسالة على واتساب:
"كنت غلطان… اشتقت لإلك وإلياس. خلينا نرجع؟"
لم تردّ عليه.
بل التقطت صورة لنفسها وهي تعمل على اللابتوب في المقهى، وكتبت:
"بعض النهايات لا تحتاج إلى تصفيق، فقط إلى صمت قويّ… وانطلاقة جديدة."
الرسالة:
الخيانة ليست نهاية. أحيانًا تكون بدايتك الحقيقية.
اناعمر٥٢
ردحذفهلا
ردحذفهلا
ردحذف