ياسر: رجل في أواخر الثلاثينات، هادئ، ملتزم، يعمل كمهندس معماري، يحب التفاصيل والصمت والبيت المستقر.
ريما: زوجته منذ 9 سنوات، أنيقة، ذكية، تعمل كمديرة تسويق في شركة كبرى، اجتماعية، تحب الحياة، لكنها بدأت تشعر بالملل من الرتابة التي اجتاحت زواجها.بداية التغير:في البداية كانت ريما تحب هدوء ياسر، وكانت ترى فيه الأمان. لكن بعد سنوات، صارت تشعر أن هذا الأمان أصبح جدارًا باردًا، وأن ياسر منشغل دومًا بعمله، لا يسمعها، لا يرى تفاصيلها الجديدة، لا يلاحظ تغيّر عطرك أو طريقتك في تصفيف شعرك.في المقابل، ظهر كرم، شاب وسيم، يعمل معها، خفيف ظل، يجاملها كثيرًا، ينتبه لكل شيء. كان يعاملها كما كانت تحلم أن يفعل زوجها. في البداية، كانت تنفر منه، تصدّه بلطف، وتقول لنفسها: "أنا متزوجة، أحب زوجي."
لكنّ المسافة بدأت تقصر.رسائل العمل أصبحت أطول قليلًا.الابتسامات في المكتب أصبحت أكثر دفئًا.بدأت تخرج من المنزل بمكياج أخف، لكن بدقّة أكثر.وبدأ قلبها يتخطى إيقاعه كلّما رنّ هاتفها.الخيانة:لم تبدأ بجسد.بدأت بكلمة.ثم صورة.ثم لقاء عابر تحت عنوان "مشوار عمل".ثم مساء في مقهى بعيد عن المدينة.ثم يد أمسكت يدًا…ثم لحظة ضاعت فيها كل خطوط الحلال والحرام.ريما لم تكن شريرة. لم تكن تخطط. لكنها أيضًا لم تتراجع حين استطاعت.
الاكتشاف:ياسر بدأ يلاحظ: الهاتف معها ليل نهار، تبتسم لشاشة أكثر مما تبتسم له.تغيّرت.كلما اقترب منها، وجدها مشغولة أو متوترة.حتى جاء اليوم الذي عاد فيه من عمله مبكرًا، ووجد هاتفها على الطاولة وهي في الحمام.رسالة ظهرت من كرم:"مو قادر أنسى طريقتك البارحة… كلّك ساحرة."
فتح المحادثة، فانهار كل شيء داخله.صور. كلمات. اعترافات. رغبات. تفاصيل لم يشاركها هو فيها يومًا.ردّة فعله:لم يصرخ. لم يضرب. لم يشتم.جلس. تنفس. انتظرها أن تخرج من الحمام.نظرت إليه، وجدت الهاتف في يده، ووجهه جامد.فهمت فورًا.سقطت على الأريكة، وقالت بصوت منكسر:"كنت محتاجة حدا يشوفني… يسمعني."
قال:
"كنت محتاجة تخونيني؟"
سكتت.هو خرج من البيت.نام عند والدته أسبوعًا. ثم طلب الطلاق.بعد الطلاق:
ريما حاولت أن تعود، لكنها وجدت الباب مغلقًا.
كرم اختفى فورًا، وتخلّى عنها.
ياسر تغيّر، لم يعد الرجل ذاته. أصبح أقسى، أكثر حذرًا، وأقل إيمانًا بالعلاقات.الرسالة:الخيانة ليست دائمًا في الجسد، بل تبدأ حين تمنح قلبك ومشاعرك لشخصٍ آخر، قبل أن تنهي ما بينك وبين من اخترته شريكًا لحياتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق